Wednesday, August 1, 2012

قاطعوهم ولكم الاجر والثواب





منذ ان ولدنا واذاننا تربت على شعارات وكلمات حفرت فى اذهاننا باسم العروبة , العروبة التى تلاشت منذ عقود بداخلنا ولم يتبقى الا الرمز وفقط فى قمم الجامعه العربية الواهية ..

تربينا على الشجب والادانة , تربينا على المشاهدة ومناجاة الخالق دون نجاة الافراد , تربينا على صور المذابح والاهانات المستمرة لنا , ونزلنا مظاهرات فى جميع دولنا العربية ايضا بأسم التنديد مرارا وتكرارا .



ضربنا واعتقلنا وسحلنا وعلى يد من حكمونا فى ازمنة سميت بأزمنة " الحرية والديمقراطية " , عشنا سياسات تقشفية من طرف واحد , وولدنا على اصوات اطلاق الرصاص وترعرعنا على اسم الارهاب بإسم الاسلام وانتفاضات فى فلسطين وحرب فى لبنان والعراق والكويت وايران .



وكانت ولا زالت حقبة مليئة بالدماء العربية التى اغرقت الكرة الارضية ولكن لا صوت يسمع لنا فكانت اولى السياسات التى احتذيناها كشعوب عربية دمائنا لم تنتهى بعد ..

سياسة " قاطعوهـــــــــــــم " , منذ الصغر وانا انصت الى هذه الكلمة التى لها صدى على كثير منا كصغار وكبار .. قاطعوهم من اجل حرية الاعتقاد ... قاطعوهم من اجل حرية الحجاب فى فرنسا ... قاطعوهم لاهانه رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام بالرسوم المسيئة ... قاطعوهم ضد الحرب على العراق ... قاطعوهم من اجل المسجد الاقصى ... واخيرا قاطعوا روسيا والصين من اجل سوريا ..... قاطعوا وقاطعوا وقاطعوا ....



كنا جميعا نشتعل حماسا ولدينا رغبة حقيقيه وجامحه للمقاطعه كشعوب تنزف دما يوما تلو الاخر ... ولكن كانت حكوماتنا الحاكمه فى واد ونحن فى واد اخر .



وعندما كبرت قليلا وبدأ عقلى يقترب للنضج , تأكدت ان هذه السياسة الشعبيه رغم نيتها البريئة ومحاولة منا كشعب اكيدة فى عمل شئ ايجابى , إلا انها لم تفعل شيئا فعال فى الحقيقه , ووجدت تقاربا شديدا فى وجه الشبه بين ما سأرويه عليكم الان وما نقوم به نحن فى هذه السياسه " الوقتيه ".



فعندما يجلس طفل يبكى تأتى له والدته بالطعام كى يأكل ويرفض الطفل هذا الطعام فى سبيل المقاطعه لهدف ما فى رأسه يريد ان يحقق له من قبل والدته ..... فهناك احتمالين اما ان توافق والدته على طلبه كى تنتهى من بكاءه المستمر بشكل مؤقت او الا توافق على طلبه وتتركه لانها على ثقه فى انه سيعود لها قريبا



فنتخيل انها خدعته وقالت انها ستحضر هذا الشئ له فى القريب العاجل حتى تهدئ من روعه فإنه سيأتى لها فى النهايه راكعا طالبا الطعام لانه فى حاجه اليه وفى حاجه الى والدته دوما .



لذلك بعد هذا المثل البسيط اريد ان اقول ان سياسة المقاطعه مع من هو اقوى منك تشبه كثيرا هذا المثل السابق .. فإنك الخاسر رغما عنك وليس هم لانك لا تمتلك شيئا فى النهايه تستطيع ان تساومهم عليه او بمعنى ادق لا تعرف قوتك الحقيقه التى من الممكن عن طريقها تتغير الخطه العالمية.



هم على ثقه من ضعفك لانهم لم يجدوا منك الا اقل القليل صوتا عاليا ولا فعل .... فنحن منذ امد طويل نعيش عيشه الطفل الذى يبكى حتى يأخذ ما يريد ... تارة ينجح فى ذلك وتارات اخرى يفشل.



نحتاج الى سياسات اكثر حزما وشدة ...وقبل الحزم والشدة نحتاج الى ان نعرف قدراتنا الحقيقه التى استطاع الغرب ان يحبسها ويلجمها ... نحتاج الى تغيير الكثير من طريقه التفكير واخذ القرارات بعد الربيع العربى على امل ولو بعيد ان يأتى بشئ اذا لم يكن لنا الان فليكن لاجيال ستحارب من اجل نصرتنا

التحرش العقلى


عارفين وشاهدين وشايفين وباصميين بالعشرة على وجود التحرش الجنسى فى شوارعنا كلها الصبح قبل بالليل دلوقتى والبنت مهما كانت لابسه ايه او ماشية ازاى برده ممكن يتم التحرش بيها وحصل كتير من الحملات والايفينتات والمقالات ضد هذا النوع من " التحرش " , وكان الجدل الدائم على مين السبب الرئيسى فى اللى بيحصل ده , ناس كتير كانت بتقول البنت هى السبب , وناس اكتر بيلوموا الولد على ده , وناس اكتر واكتر بتلوم الاتنين وفيه ناس بتريح دماغها وترمى اللى بيحصل على الظروف ومن الاخر كده دى مشكله اخلاق عشان نخلص من الهم ده .




لكن كلامى هنا النهارده على نوع مختلف خالص ومبنتكلمش عنه تقريبا هو " التحرش العقلى " وده بقى بسم الله ما شاء الله منتشر فى كل "زقاق" قبل ما يكون فى كل شارع يمكن عندهم الزقاق اهم من اهم شارع فى مصر لان تأثيره عالى هناك ... وده انتشاره اكبر من التحرش الجنسى فى مصر اساسا بس محدش واخد باله , بس هو مين بقى المتحرش العجيب ده , المتحرش العجيب ده يا سيادنا اول من ابتدع هذا النوع من التحرش هو حكام الماضى لالا مش من ايام "مباريك" قبله بكتير اووووى يمكن من القرون الوسطى بس احنا مبنركزش مع التاريخ , ووقعتنا السوده السنه ونص اللى فاته ان احنا حصلنا تحرش عقلى من نوع عالى اوى واحلى دماغ متحرش كانت شغاله معانا فى الاحلام قبل الواقع , ونوع المتحرش فى هذه الاونه من الزمن كانت كل وسائل اعلامنا المرئيه والمسموعه والمقروءة , كانت بتعمل حالة " اغتصاب " للعقول مبالغ فيه بس احنا كنا واخدين مخدر عالى حبتين محسناش بحاجه , وادام المخدر ده كان عامل معانا احنا اللى فاهمين شويه "شغل" ما بالك بقى باستغلال جهل العامة ببواطن الامور فى التحرش بعقولهم ومن ثم تحرش الاخير بعقول اصحابه وجيرانه.




وبما اننا كلنا عارفين ان اكتر من نص الشعب المصرى تحت خط الفقر ودى مش مشكلتهم خالص دى مشكلتنا احنا, طلع بقى اكتر من اكتر تلات اربع الشعب تحت خط الجهل وده كان واضح جدا فى الفتره اللى فاتت وبيدوا ودانهم للناس يتحرشوا بيها براحتهم ,والمتحرش ده بيركز تركيز شديد على "الفئة الدنيا والاقل تعليما" دائما وللاسف فى بلدنا التحرش العقلى ملهوش اى رادع او اى قانون يوقفوا ,بالعكس احيانا السلطات بتبقى مستفيدة منهم وفى مصر هى مش احيانا هى دائما طبعا.




زى ما المتحرش الجنسى ليه درجات من الفاظ الى الاسوء منها وبعيدا عن التفاصيل برده المتحرش العقلى ليه درجات , عندنا متحرش اعظم وبقاله سنه واخد شهرة وليه علاقه كبيرة بالنظام القديم وليه برده علاقه بالبط زعيم الامة ^_^ ومش حابة اكتب اسمه هنا منعا لافشاء فكره التحرشى داخل هذه النوت المحترمة *_^ .










هذا المتحرش متحرش مبدع وله الكثير من الطرق والوسائل وخطا على خطاه الكثير من المتحرشين الجدد .

ولو جينا عملنا مقارنه بسيطه بين التحرش الجنسى والعقلى هنلاقى ان التحرش الجنسى .. المتحرش بيه بيبقى رافض بكل قوته هذا النوع من التحرش لكن التحرش العقلى بيسمح المتحرش بيه للمتحرش نفسه انه يتحرش بيه ع الهوا وفى التلفزيون , ومعندوش اى مانع خالص . ولو حبينا نعمل احصائيه عن التحرش الجنسى هنلاقى الموافقين عليه من المتحرش بيهم 0.01 % الى الرافضين 99.9 % , وعن التحرش العقلى هنلاقى الموافقين عليه من المتحرش بيهم 80% الى الرافضين 20% تقريبا .

ولو حللنا الكلام ده هنلاقى ان فى نسبة التحرش العقلى تقريبا ال 80% ميعرفوش اصلا ان اللى بيحصل ده نوع من التحرش والضحك على الدقون وميعرفوش ان كل اللى بيحصل ده مقصود وبشكل موجه كمان زى المقولة اللى بتقول" اعطينى اعلاما بلا ضمير .. اعطيك شعبا بلا عقل " وانا هقول " اعطينى اعلاما متحرش عقليا ... اعطيك شعبا فاقد الاهلية "




واحب برده افكرنى وافكركوا معايا ان المتحرشين دول مش فى الاعلام وبس دول اكتر واكتر فى الشوارع وفى البيوت وده غير شيطانك اللى بيتحرش بودانك وبنفسك الامارة بالسوء , فالتحرش اصبح جزء لا يتجزأ من الحياة اكتر من الاكل والشرب. طيب احنا ايه دورنا بقى ؟؟ , سمعنا الكلام وندخل ننام ولا نعمل ايه فى ظل هذا الاحباط اللى ملوش مثيل!!! , محتاجين اكبر حدث للتوعيه فى مصر وفى الزقاق اللى قولت عليه قبل اهم شوارع البلد , انا شايفه ان دى بداية الثورة الحقيقيه اللى بجد ,عشان نقدر نقوم بلدنا على رجليها وساعتها نقدر نشيل اكبر طاغية فيكى يا بلد ومنرجعوش تانى بذاكرة السمك بتاعتنا دى. ايا كان اللى هيحصل فى الفتره اللى جاية فاحنا عايشين ومموتناش .



ولاخر نفس لازم نكمل

مكملين وربنا يعفو عنا من المتحرشين يارب قولوا اميــــــــــــــــــــــــــن