Tuesday, January 31, 2012

مباراة الثـــــــــــورة



نفتح التلفاز على مباراة مرتقبة ... مباراة فى كأس العالم .. ننتظر برامج التحليل المشهورة والمحفوظه للمشاهد على قنواتنا العزيزة اللذيذه مع نفس المذيعين ونفس الضيوف والمحللين الاجلاء... وجميعنا بالقطع يعرف ماذا سيقال مسبقا فى هذه البرامج على حسب ميول الضيف او من نسميه بالمحلل الذى سيطل علينا فى هذا البرنامج (( الممل )) ..ولكن هكذا تعودنا !!!


هذا هو المتاح امامنا كى نعرف التشكيل وامكانيات الفريقين والخطة التى نستطيع من خلالها الفوز بالمباراة وتفادى الهزيمة ولن اشرح اكثر من ذلك فجميعكم اعلم منى بهذا التحليل الشيق ..

فتجد على " إيديك " اليمين المحلل صاحب الصوت العالى والمهارة فى التحليل التى لا يضاهيه احدا فيها .. وعلى " إيديك " الشمال المحلل الهادئ الذى يتكلم بالخطه التكتيكية للمباراة بشكل ادق ولكنه غير ماهر فى الصوت العالى فليس لديه الارض والجمهور كما يقال بشكل كبير كصاحبه ولكنه يحاول .

هكذا اشاهد حالنا منذ الثورة وحتى يومنا هذا .. كما الحال فى برامج تحليل ما قبل المباراة وبعد انتهاء الشوط الاول.. هكذا اجد شكل برامج " التوك شو " التى اصبحت جزءا وفردا من الاسرة المصرية ومن فيها ضيوفا على بيتنا بشكل يومى .....نعيش فى عالم التنبؤات وأوشوش الودع وجلا جلا .... نتحدث عن عالم وأحداث افتراضيه لم تحدث بعد وكأننا ننشد يوميا قصيدة الغيب وكتًابها هؤلاء من نطلق عليهم " النخبة " ... نعم جميعنا يلهث على خبر هنا او هناك لكن بهذا الشكل المثير للاشمئزاز لا يجوز ... تحولت ثورتنا الى مباراة شوط لنا وشوط علينا ... ولكن من غير الممكن ان اضغط على زر التلفاز واجد امامى كلاماَ وراء كلام وتحليلاَ وراء تحليل مكرر بهذا الشكل .. وكل من يخرج علينا يعتقد ان لديه الارض والجمهور وعلى هذا الاساس لديه فرصه اكبر للفوز ... وهو لا يعرف ماذا يريد الجمهور من الاساس او هو يشجع من ضد من؟؟  وتحولت ساحات البرامج الى ساحات حروب بين الضيوف , والمباراة انتقلت من ارض الملعب الى دكك الجماهير وهذه هى الكارثه !! ... 

فما اعرفه ان ثورتنا نعم كالمباراة ولكنها ليست كأى مباراة تتحول اركانها الى تحليل يومى من نخبة لا اعرف من اعطاهم الحق ان يتكلموا بإسم الشعب دائما وابدا وتحولت الى مجرد حرب بيننا وبيننا ايضا وليست شئ مشترك بيننا ننزل سويا فى ارض الملعب ...فلا يجوز ان يتشرذم فريق الى مئات الفرق ونريد ان نفوز!! ...مستحيـــــل..التكاتف هو اول طريق للفوز , وبالكلام "الفارغ" فى هذه البرامج اضعنا الكثير من الوقت...

 ثورتنا كالمباراة , انتهت اشواط وتبّقى اشواط اخرى حتى نستطيع الوصول الى مرحلة الفوز ولكن دون برامج تحليل .. لقد قرر الكثير ان يغلقوا برامج التحليل وينزلوا الى ارض المباراة كى يعطوا بصمتهم فى فوز فريقهم ..وفريقهم اسمه  " مصـــــــــــر الثورة " يلعب ضد فريق " مصـــــــر الفساد والمحسوبية والقتل والسحل والبلطجة " .... يلعب ضد فريق هدفه القضاء على الثورة وعلى اهدافها واحباط اللاعبين ...

 احباط لاعبين قتل زملائهم بسبب الكرة الضريرة التى القيت عليهم من ارجل فريق الفساد وصدمت بهم وبأحلامهم ولكن مصر الثورة لن تُمت ولن يتركها لاعبيها إلا عند دخول الكرة الشباك ... وعند الانتهاء من التحليلات العليلة التى نشاهدها , ونركز فى مستقبل بدون وشوشة الودع وغيرها مما يضيع الوقت والجهد والامـــــــــــــل فى نفوسنا جميعا وتبقى مباراة الثورة "مستمـــــــــــــرة " .


3 2 1 اكشــــــن





1…2…3   اكشــــــــــــن

كلنا سمعنا الجملة دى كتير من مخرجين السينما والتلفزيون لما بيصوروا مشهد ما وبيتكرر سمعها ف المشهد الواحد على حسب المشهد طلع كويس ولا وحش
ولو الدنيا ماشيه تمام مش هتسمعها كتير  , وهتسمعها مرارا وتكرارا لو الممثل مش فى "المود" اساسا , ولو زادت عن الحد بيفكر المخرج انه يغير الممثل من اساسه
لكن هناك حالة اخرى اكتشفتها السنة الى لسه خلصانا دى ولاول مرة ف التاريخ اسمع واشوف الجملة دى فى حتة تانيه غير استديوهات وبلاتوهات التصوير
... شوفناها فى استديوهات اكبر ممثل فى التاريخ , شوفناها مع من هوت نجوميته وسقط , تعالوا نرجع مع بعض لورا شويه ونفتكر الجملة دى اتعادت كام مرة ولسه بتتعاد لحد انهارده

*اول مرة سمعناها مع اول خطاب لممثلنا الاعظم يوم 29 يناير بعد منتصف ليل قارص البرودة ولكن حرارة المشهد كانت اقوى من البرد بكتير ... بس تقريبا والله اعلم عمنا الممثل العظيم مكنش مذاكر المشهد كويس يومها وكان التمثيل واضح اوى عليه معرفش يأثر بشكل كبير على المشاهد ومجبش تمثيله اى نتيجه فعاله وبدل مايكون صادق وضح للجمهور كذبه الكبير

لاقينا الرجل التانى اللى مش عاوزه اقول اسمه على الهوا بس انتوااكيد عارفينه . طلب منه يعيد المشهد مرة كمان يوم 1 فبراير برده بعد منتصف ليل قارص البرودة بس ارجوك يا عمنا ركز ف المشهد المرة دى كويس
والحق يتقال كان المشهد عاطفى ودرامى من الدرجه الاولى وتعاطف الكثير من اصحاب القلوب الضعيفه مع هذا المشهد الذى يحسبله بجدارة وكان مبدع لاقصى الحدود .. ولكن ولله الحمد جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن عليه وباظ المشهد تانى يوم على طول 2 فبراير ومكملش على خير .

حاول الرجل التانى ان " يخرج " من هذا المأزق ويعيد زمام الامور ويدى الممثل الكبير بتاعه فرصه اخيرة وعاد المشهد للمرة التالتة لكن اصبح وجوده مثير للاشمئزاز وشاف الراجل التانى انه لازم ينتهز الفرصه دى, وقرر انه يلعب الدور الرئيسى فى المشهد لانه اصبح غير قادر على التفاعل مع جمهوره اصلا او بمعنى ادق مبقاش ليه جمهور اصلا والناس بقت بتحدفه بالطوب

بس كان فيه مشكله كبيرة ان الراجل اصلا مبيعرفش يمثل ولكنه معتمد على حب الجمهور ليه وثقته الكبيرة فيه وهيوافق انه يلعب الدور ده ويعمل المشهد بأى شكل من الاشكال , وبالفعل أيد الجمهور وجوده وانتظره انتظار الفاتحين .. بس الجمهور كان طيب اوى وساعده وشجعه على لعب الدور ده. لكن ابتدى الممثل الجديد يتجاوز فى حق مخرجه اللى هو جمهوره مع إن المتعارف عليه ... ان المخرج هو صاحب القرار الاول والاخير فى كل شئ وكل مرة كان يعتذر فيها والمخرج يعديله ...اصبح المخرج محتار يديله فرصة اكبر ولا يدور على ممثل غيره يكمل الدور ....

عدت شهور وشهور وهو بيحاول يمثل علينا .. مرة يعمل مشهد مش بطال ومرة تانيه يستفز الجمهور بتمثيله المقزز "ما هو متعلم من عمنا الممثل القدير الى قبله "- هو هيجيبه من برة - ... المخرج المرة دى عدى كتير لحد ما الوقت فات منه الكتير وخلصت السنه ... وساعتها قاله كفايه لحد هنا .. انت مش نافع ... انت ذلتنا عشان مشيت الممثل اللى قبلك ... من الاخر انت جبت " جيم اوفر " وملكش فرص تانيه ممكن تلعب بيها الدور ده .. خدت فرص كتير بسبب حب الجمهور ليك لكن انت للاسف خذلتنا .. هديت كل الحب الى اديناهولك بغبائك وحبك للظهور والشهرة
رد عليه وقاله " مش هسبهالك بالسهولة دى " .. ومشى

بس السؤال هنا هو فعلا قدر يضحك عالمخرج والمشاهد بالشكل الكبير ده ؟ .. طب ياترى هو هياخد الفيلم بالكامل ليه ومش مجرد مشهد لفترة وبس ... بس للاسف فيه جمهور كبير مضحوك عليه ومصدق كلامه وممكن يخلى الفيلم يجيب ايرادات مزورة ... يا ترى هيفوق ويلحق يشيله قبل مانسمع 1...2...3 اكشن تانى؟؟

الاجابة لسه ملقتهاش ... بس معادنا قرب وإن غدا لناظره قريب