نفتح
التلفاز على مباراة مرتقبة ... مباراة فى كأس العالم .. ننتظر برامج التحليل
المشهورة والمحفوظه للمشاهد على قنواتنا العزيزة اللذيذه مع نفس المذيعين ونفس
الضيوف والمحللين الاجلاء... وجميعنا بالقطع يعرف ماذا سيقال مسبقا فى هذه البرامج
على حسب ميول الضيف او من نسميه بالمحلل الذى سيطل علينا فى هذا البرنامج (( الممل
)) ..ولكن هكذا تعودنا !!!
هذا
هو المتاح امامنا كى نعرف التشكيل وامكانيات الفريقين والخطة التى نستطيع من
خلالها الفوز بالمباراة وتفادى الهزيمة ولن اشرح اكثر من ذلك فجميعكم اعلم منى
بهذا التحليل الشيق ..
فتجد على " إيديك " اليمين المحلل صاحب الصوت العالى والمهارة فى التحليل التى لا يضاهيه احدا فيها .. وعلى " إيديك " الشمال المحلل الهادئ الذى يتكلم بالخطه التكتيكية للمباراة بشكل ادق ولكنه غير ماهر فى الصوت العالى فليس لديه الارض والجمهور كما يقال بشكل كبير كصاحبه ولكنه يحاول .
فتجد على " إيديك " اليمين المحلل صاحب الصوت العالى والمهارة فى التحليل التى لا يضاهيه احدا فيها .. وعلى " إيديك " الشمال المحلل الهادئ الذى يتكلم بالخطه التكتيكية للمباراة بشكل ادق ولكنه غير ماهر فى الصوت العالى فليس لديه الارض والجمهور كما يقال بشكل كبير كصاحبه ولكنه يحاول .
هكذا
اشاهد حالنا منذ الثورة وحتى يومنا هذا .. كما الحال فى برامج تحليل ما قبل
المباراة وبعد انتهاء الشوط الاول.. هكذا اجد شكل برامج " التوك شو "
التى اصبحت جزءا وفردا من الاسرة المصرية ومن فيها ضيوفا على بيتنا بشكل يومى
.....نعيش فى عالم التنبؤات وأوشوش الودع وجلا جلا .... نتحدث عن عالم وأحداث
افتراضيه لم تحدث بعد وكأننا ننشد يوميا قصيدة الغيب وكتًابها هؤلاء من نطلق عليهم "
النخبة " ... نعم جميعنا يلهث على خبر هنا او هناك لكن بهذا الشكل المثير
للاشمئزاز لا يجوز ... تحولت ثورتنا الى مباراة شوط لنا وشوط علينا ... ولكن من
غير الممكن ان اضغط على زر التلفاز واجد امامى كلاماَ وراء كلام وتحليلاَ وراء تحليل
مكرر بهذا الشكل .. وكل من يخرج علينا يعتقد ان لديه الارض والجمهور وعلى هذا
الاساس لديه فرصه اكبر للفوز ... وهو لا يعرف ماذا يريد الجمهور من الاساس او هو
يشجع من ضد من؟؟ وتحولت ساحات البرامج الى
ساحات حروب بين الضيوف , والمباراة انتقلت من ارض الملعب الى دكك الجماهير وهذه هى
الكارثه !! ...
فما
اعرفه ان ثورتنا نعم كالمباراة ولكنها ليست كأى مباراة تتحول اركانها الى تحليل
يومى من نخبة لا اعرف من اعطاهم الحق ان يتكلموا بإسم الشعب دائما وابدا وتحولت
الى مجرد حرب بيننا وبيننا ايضا وليست شئ مشترك بيننا ننزل سويا فى ارض الملعب ...فلا
يجوز ان يتشرذم فريق الى مئات الفرق ونريد ان نفوز!! ...مستحيـــــل..التكاتف هو اول
طريق للفوز , وبالكلام "الفارغ" فى هذه البرامج اضعنا الكثير من الوقت...
ثورتنا كالمباراة , انتهت اشواط وتبّقى اشواط
اخرى حتى نستطيع الوصول الى مرحلة الفوز ولكن دون برامج تحليل .. لقد قرر الكثير ان
يغلقوا برامج التحليل وينزلوا الى ارض المباراة كى يعطوا بصمتهم فى فوز فريقهم
..وفريقهم اسمه " مصـــــــــــر
الثورة " يلعب ضد فريق " مصـــــــر الفساد والمحسوبية والقتل والسحل
والبلطجة " .... يلعب ضد فريق هدفه القضاء على الثورة وعلى اهدافها واحباط
اللاعبين ...
احباط لاعبين قتل زملائهم بسبب الكرة الضريرة التى القيت عليهم من ارجل فريق الفساد وصدمت بهم وبأحلامهم ولكن مصر الثورة لن تُمت ولن يتركها لاعبيها إلا عند دخول الكرة الشباك ... وعند الانتهاء من التحليلات العليلة التى نشاهدها , ونركز فى مستقبل بدون وشوشة الودع وغيرها مما يضيع الوقت والجهد والامـــــــــــــل فى نفوسنا جميعا وتبقى مباراة الثورة "مستمـــــــــــــرة " .

No comments:
Post a Comment
نشكرك على التعبير عن وجهه نظرك وننتظر مشاركتك دائما :)